نصحه فأعطاه مليوناً !!

كان رئيس أكبر شركة حديد في الولايات المتحدة (تشارلز شواب) يعاني كثرة الأعمال وقلة الوقت المتاح لإنجازها حاله كحال رؤساء الشركات والمديرين بل والموظفين، إذا استثنينا موظفي القطاع العام حيث إن القاعدة عندهم بالمقلوب المهم، قابل رئيس الشركة ذات ليلة المستشار الإداري (إيفي لي) فقال له: أرني طريقة لاستغلال وقتي بطريقة أفضل لكي أنجز أكثر وسأدفع لك أي مبلغ تطلبه في حدود المعقول. وعلى الفور قام المستشار بتسليم رئيس الشركة ورقة وقال له: أكتب على هذه الورقة أهم الأعمال التي تريد إنجازها غداً ، وبعد أن تكمل القائمة اعط كل مهمة رقما حسب أهميتها، وعندما تصل إلى مكتبك في الغد أبدأ برقم واحد، إياك ثم إياك أن تبدأ بقراءة الجريدة أو برقم 2 أو 5 على القائمة لأنه سهل أو لأنه لا يتطلب سوى بضع دقائق، لا ، وإنما أبدأ برقم واحد وأثبت عليه حتى يتم الانتهاء منه وبعد إنجاز المهمة الأولى، انتقل إلى المهمة الثانية وبنفس الطريقة حتى تنجزها وهكذا حتى ينتهي يومك فإذا كانت لديك قائمة من 10 أعمال مثلا وانتهى اليوم وأنت لم تنجز سوى 3 منها فقط، فهذا جيد، لأنك أنجزت أهم ثلاثة أعمال. فما الفائدة من إنجاز الأعمال السبعة على القائمة إن لم تكن قد أنجزت العمل الأول والثاني الأكثر أهمية. وبعد أن شرح الاستشاري الطريقة لرئيس الشركة قال له: أجعل هذه عادة لك وبعد أن تقتنع بفعاليتها عممها على بقية موظفيك بعد ذلك وعندما ترى نتائجها أرسل لي شيكا بما تراه مناسبا.
بعد عدة أسابيع وبعد أن طبق رئيس الشركة هذه الفكرة في شركته وأثبتت نجاحها أرسل له شيكا بمبلغ 25.000 دولار، وهذا مبلغ ضخم جداً عندما تعلم أن هذه القصة حدثت في الثلاثينات الميلادية من هذا القرن أي قبل أكثر من 70 سنة عندما كان الدولار يساوي أكثر من 10 أضعاف قيمته الحالية بتحويل ذلك المبلغ للريال السعودي فإنه يعادل المليون ريال بسعر اليوم.
رئيس الشركة لم يدفع المبلغ فحسب وإنما أرفق مع الشيك ورقة كتب فيها للاستشاري إن هذه الفكرة هي أثمن فكرة تعلمها في حياته العملية على الإطلاق.
وبخ الرئيس فيما بعد على دفع هذا المبلغ الطائل من أجل هذه الفكرة البسيطة فقال: أليست الأفكار العظيمة في أصلها بسيطة ؟
لمن لا يزال غير مقتنع بأهمية الأولويات والعمل بموجبها طبق هذا المبدأ لمدة أسبوع واحد فقط وأنظر إلى النتائج وأخبرني.
كم من رجال الأعمال يقدرون ويدعمون أصحاب الأفكار الإبداعية بسخاء كما فعل تشارلز شواب!.